تكملـــــه عن التدخين
مرض صامت
ومن الملاحظ أن هذا المرض الصامت لا تظهر عوارضه إلا بعد أن يصل إلى مرحلة متقدمة حيث تصبح المعالجة ضرباً من المستحيل، وغالباً ما يقضي على ثلث المصابين به خلال السنوات الخمس الأولى.
وأوضحت الدكتورة أندرسون أنها، وبالتعاون مع الفريق الطبي العامل معها، أخضعت للبحث ألف مصاب بسرطان البنكرياس، مناصفة بين الرجال والنساء، وراحت تتقصى منهم عما إذا كانوا من المدخنين في أي فترة من حياتهم، أو ما إذا كانوا معتادين على تناول المشروبات الكحولية.. فإذا كانوا كذلك، تتلاحق الأسئلة بعد ذلك عن أنواع السجائر أو المشروبات.
وتبين في نهاية البحث أن أولئك الذين اعتادوا على تدخين علبة أو أكثر يومياً، ولمدة أربعين عاماً.. أو علبتين يومياً، ولمدة عشرين عاماً.. أصيبوا بسرطان البنكرياس قبل سبع سنوات من المعدل الطبيعي.
كذلك تبين أن الذين اعتادوا على تناول ما يعادل علبتين من البيرة أو أكثر يومياً، أصيبوا بالمرض قبل عشر سنوات من المعدل الطبيعي للإصابة به.
ولدى المقارنة بين مدمني البيرة وأولئك الذين لا يشربونها، تبين أن الفرق أكثر من شاسع من حيث الإصابة بسرطان البنكرياس، في حين أن العوامل الأخرى المسببة للمرض كانت أقل تأثيراً من حيث وجودها أو عدمه.
ضرر فادح
الغريب في الموضوع أن البحث أثبت أن الضرر الفادح الذي يلحقه تناول البيرة فقط، أو التدخين وحده، لا يقل عن الضرر الحاصل إذا ما اجتمعا معاً.
وتتركز الأبحاث الطبية على إيجاد طريقة فعالة ومعقولة لتشخيص المرض في مرحلة مبكرة، حتى تكون المعالجة في إطار الممكن. وينصح الأطباء كل من تجاوز الستين بإجراء الفحوص اللازمة خاصة إذا كان التاريخ العائلي يشير إلى إصابة أحد أقارب الدرجة الأولى بالمرض. وتجدر الإشارة إلى وجود أكثر من طريقة حالياً لتشخيص السرطان لكنها مكلفة جداً إذ تتجاوز كلفة الفحص الواحد خمسة عشر ألف دولار، وهو مبلغ أكبر من أن يحتمله ذوو الدخل المحدود.