(شبكة ومنتديات الشميلات الرسمية)

(شبكة ومنتديات الشميلات الرسمية) (http://alshemailat.com/vb/index.php)
-   واحة القصص و الحكايات (http://alshemailat.com/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   (رحلة في عيون لبنانية) من ما كتب صديقي (http://alshemailat.com/vb/showthread.php?t=5377)

صالح العريف 15-06-2009 03:00 PM

(رحلة في عيون لبنانية) من ما كتب صديقي
 
هذهـ القصة من ما كتب صديقي الدكتور أيام الابتعاث وان شاء الله انهـ ما توصلهـ أخبار انى نشرتها !!!!


وأتركم مع القصة

كعادتنا .. حتى بوداعنا .. لا نبالي .. كنا نضحك .. أو نحاول التظاهر بالسعادة .. قبلت فايز ثلاث قبلات .. وابتسم لي .. اتجهت بوجهي لأحمد .. فقبلني أربع قبلات موزعة على أنحاء وجهي .. تضاحكنا بصوت شبه مرتفع .. لم نفكر ابدا بوداع .. فهذه نسميها فترة للأشتياق فقط .. وكأننا نتعمده .. لكي تزداد أخوتنا .. التي أفسدتها رجولتنا وأحلامنا الحقيرة .. التي بينت سواد قلوبنا وخبث مطيتنا .. هنا انتهى الوداع .

قفزت إلى سيارة الأجرة .. التي أتوقع أنه أصبح لها أكثر من ربع قرن وهي تشتكي حر الطريق .. الذي سنعاني منه بعد قليل .. فرحت بعد أن وجدنا الراكب الخامس .. بعد عناء أكثر من ساعة بين قذارة مواقف السيارات .. وأحزان أطفال يبيعون العلك .. نظرت وإذا بجانبي تلك المرأة .. لم أستطع النظر إاليها .. ربما حياءا وربما خوفا من غضبها .. مع أن كتفي كاد أن يلامس كتفها .. شعرت أتجاهها بازدراء أقرب للأحتقار .. وخاصة بعد أن لمحت ذلك المخلوق اللعين الذي يتفاخر بإرتدائها له .. أنه الجينز .. لم أستطع أن أقاوم فضولي .. نظرت إليها نظرة طويلة كاملة .. من فوقها إلى أسفل قدميها ..دون أن تشعر هي .. أو حاولت التظاهر بذلك .. رأيت ذلك الشعر المتناثر فوق وجهها وكتفيها .. لم يكن طويل ولكنه أشقر أقرب إالى نار تشتعل .. فكاد أن ينطق ليشتكي إهمالها له .. مع أنه يستحق كل إحترام وتقدير .. حاولت أن أختصر نظري هذه المرة على الشعر .. ولكن تمادت عيناي .. فنزلتا إالى طرف الوجه الذي يقابلني .. فهذه السنين بدأت تحفر نقوشها وتمنح أوسمتها لذلك الوجه الذي كان يوما يشع شبابا .. حاولت تقدير عمرها من ملامح وجهها .. فنطقت ابتسامة من شفتيها .. وكأنها تقول لا تغرك هذه التشققات فانها لها ظروفها .. ولكن أتفقنا أنا وعقلي على أنها لم تتجاوز الأربعين وربما أقل من ذلك بكثير .. حاولت النظرلعينيها .. فردتني تلك النظارة اللعينة .. نزلت قليلا فرأيت ذلك القميص الذي رمته دون أهتمام على جسدها .. فقط لكي تغطيه .. والا لما ارتدته .. ثم يأتي ذلك الجينز الذي لا لون له او أني لم أستطع تمييز لون له .. لأزدرائي له ولكل من يرتديه .. لم أطل النظر إليه حياءا من نفسي .. لأني لم أتعود تلك النظرات .. وصلت نظراتي إلى ذلك المسكين المظلوم ..ذلك الحذاء القديم الذي يبدو أنه ولد في نفس يوم ولادة هذه السيارة .. التي أحتضنته وأحتضنت من يرتديه بعنف .. حتى كادت أن تغرق بمقعدها .
بعد تلك التأملات التي لم تستغرق دقيقة .. أتفقت أن أستحي قليلا .. وأن لا أنظر إليها مرة أخرى .. فتحت الرواية .. حاولت قراءتها .. لأتظاهر أني مثقف أمام نفسي قبل غيرها .. نفسي التي لم تغب عني لحظة .. وإن طالت مدة فراقنا .. نفسي التي تفوقت علي حتى بأحزانها .. وليس بشعرها وأدبها فقط .. بدأت أفكر فيني وبنفسي .. وكيف هذه الدنيا رغم سعتها وتباعد أطرافها .. أصبحت تربط جسدين لنفس واحدة .. عانيا الكثير قبل أن يجدا بعضهما .. ودون شعور مني .. غرقت بالرواية .
ذهبت بي الرواية أكثر مما أريد .. قلت في نفسي هل فعلا نحن نعيش في مدن الملح ؟؟ .. هل السلطان خريبط فعلا كان موجود ؟؟ .. هل ابنه خزعل يمثلنا الآن ؟؟ .. هل الشيخة زهوة مازالت لها سطوتها ؟؟ .. أما أن هذا عبدالرحمن منيف مجرد حاقد لسبب أو آخر ..؟؟ فكرت طويلا بالجواب .. وقبل أن أصل لصواب .. سمعت الرجل العجوز أو الراكب الخامس .. الذي يفصله عن السائق الطفل الشاب محمد .. يضحك بصوت عالي ويقول " حل اللغز{الصبح} ياحمار .. ماتعرف الآية والصبح اذا تنفس ".. كان يوجه كلامه للسائق .. لم أتمالك نفسي وضحكت بصوت عالي .. تذكرت أني بجانب أمرأة .. فكتمت مابقي من ضحكتي .. نظرت إليها.. وإذا بها قد رمت النظارة .. فجأة وإذا بي أتيه في صحراء زرقاء .. أرى بأحد أطرافها واحة خضراء ..أو هكذا بدت لي عيناها .. لم أستطع أن أكف نظري عن عينيها .. كانت تبدو كالسماء الزرقاء .. نعم أنها سماء وبدون غيوم .. بدأت أُمعن بعينيها .. دخلت كلي إليها .. توغلت وتوغلت بتلك الصحراء .. ربما لأصل الى تلك الواحة التي بدأت تختفي كسراب .. حتى تهت فعلا .. بعد أن فقدت تلك الخضرة بعينيها .. حاولت أن أطير في تلك السماء .. ولكن قبل أن أقرر ذلك .. لمحت قطرة مطر تائهة في تلك السماء التي أصبحت كئيبة جدا .. قلت لماذا هي وحيدة هكذا ..؟؟ لمحت بهذه القطرة أحزان الخزامى .. ودموع الثكالى .. كان حزنا لا شبيه له .. حزن أم فقدت رضيعها في تلك الحرب اللبنانية .. أوحزن عذراء فقدت حبيبها في معتقلات الأجتياح الصهيوني .. حاولت أن أصل إلى حقيقة ذلك الحزن الذي يتملك هذه العيون .. لم أستطع .. حاولت ثانية .. فأكتشفت بتلك العيون جرأة كادت تقتلني خوفا .. جرأة لاتوجد الا عند قليل من الرجال .. وطبعا أنا لست منهم .. جرأة ربما ولدها ذلك الحزن الذي أتعب قلبها .
فجأة .. وأنا أتجول داخل عيناها .. أبحث عن سر ذلك الحزن الجريء .. شعرت بظلمة تلفني .. وكأن تلك السماء قد حان وقت ليلها .. هكذا فجأة ودون سابق أنذار .. دون شروق أو غروب .. بدأت أتخبط في ظلمتي .. كاد قلبي أن يتقطع بمكانه .. عرفت أخيرا أنها أغمضت عينيها .. وأنا نسيت روحي داخلها .. أحسست ببرودة .. فكانت تلك القطرة الحزينة التائهة في سماء عينيها .. تقترب مني .. حاولت الهرب .. ركضت مسرعا .. نحو ضوء خافت بدأ بتسع .. فإذا بي .. في مكاني بالسيارة الهث تعبا أو خوفا .. واذا بتلك القطرة الوحيدة تخرج من عينها على هيئة دمعة .. فأحسست أن كل جسدي مبلل بماء مالح ..!! فقالت تلك الدمعة ماعجزت سنينها أن تنطق به ..:
فعلمت أن من الدموع محدثا *** وعلمت أن من الحديث دموعا


8/2002

عثمان المضحي 15-06-2009 11:31 PM

رد: (رحلة في عيون لبنانية) من ما كتب صديقي
 
ابوفهد
الله رائعه وفيها عبر
مشكورعلى الطرح الرائع
تقبل مروري

بدر الشمال 16-06-2009 02:39 PM

رد: (رحلة في عيون لبنانية) من ما كتب صديقي
 

ابو فهد

قصه رائعه وراقيه كل كلمه بها

تعتبر قصه وكل حرف بها يعتبر روايه

شاكر لك جهودك اخي وتميزك الطيب

لك تحيتي وتقديري

خيال القضاه 16-06-2009 06:20 PM

رد: (رحلة في عيون لبنانية) من ما كتب صديقي
 
ابو فهد

قصّه رائعه وجميله تسلم اناملك تقبل مروري وودّي وتقديري

صالح العريف 18-06-2009 06:33 PM

رد: (رحلة في عيون لبنانية) من ما كتب صديقي
 
تركي ، بدر الشمال ، خيال القضاهـ

يسعدني مروركم الكريم


الساعة الآن 11:30 PM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

جميع الحقوق محفوظة لشبكة ومنتديـــات الشميـــلات الرسمية
vEhdaa 1.1 by rKo ©2009