(شبكة ومنتديات الشميلات الرسمية)

(شبكة ومنتديات الشميلات الرسمية) (http://alshemailat.com/vb/index.php)
-   المنتدى العـــــام (http://alshemailat.com/vb/forumdisplay.php?f=28)
-   -   عبادة الاصنام البشرية...معصية للخالق (http://alshemailat.com/vb/showthread.php?t=11566)

×شجـــــــون× 12-02-2011 05:10 PM

عبادة الاصنام البشرية...معصية للخالق
 
من السيئ والسيئ جداً.. الإسراف في الحب المتفاني للبشر،
ذلك الحب الذي يصل إلى درجة تنزيه المحبوب من كل عيب، لدرجة تشبه العبادة،
مع أن العبادة لله وحده لا شريك له، والحب المتفاني له ولنبيه «صلى الله عليـه وسلم»،
أما المحبة لهذه الدرجة لسائر الناس فإنها لا تحقق سوى التضليل عن حقيقة النواقص التي يتسم بها البشر،
وهم الذين من طبعهم الخطأ وارتكاب المعيب من الأقوال والأفعال.
ومهما كانت حسنات المحبوب فإن مثل هذا الحب لا يدوم،
فمن طبيعة البشر الخطأ الذي قد يشوّه صورة المحبوب ويغيّر النظرة إليه،
وحتى الحب العذري الذي مهما بلغت درجته، فإنه يظل قاصراً على علاقة رومانسية
تتلاشى عندما تصطدم بواقع ربما كان سبباً في فراق أحد الطرفين عن الآخر،
فعبادة الأصنام البشرية أي عبادة كائن من كان من البشر لدرجة العبادة المعنوية
وليست العملية هي ضرب من تحييد العقل، وتوظيفه في اتجاه واحد
لا يفي حتماً بكل احتياجات العاطفة، ولا يترك للعقل متسعاً للتفكير
فيما هو المجدي للاستجابة لظروف الحياة، ومن يقصر حبه المتفاني على بشر،
يفقد فرصة معرفة الناس، كما يفقد تنمية مدارك عقله باكتشاف قدراته على المعرفة الواعية
للكثير من أمور الحياة والناس، ثم إن هذا النوع من الحب أشبه بعبادة من لا يضرّ ولا ينفع،
وهما أمران بيد الخالق وليس المخلوق، فهو وحده الذي يضر وينفع.
هذا النوع من الحب له دوافع أحدها التزلف والتزييف من باب الخوف والرهبة
من بطش المحبوب إذا كان صاحب سلطة أو جاه،
واحدها الطمع فيما سيجلبه هذا الحب من منفعة ومكسب شخصي،
وأحدها التحايل والرغبة في تحقيق هدف واحد وهو الامتلاك في معظم الأحيان،
حتى إذا تحقق هذا الهدف زال هذا الحب الذي بلغ ذروته قبيل تحقيق هدفه
ثم يخبو ويتلاشى كأن شيئاً لم يكن، وكل ذلك يعني أن دوافع مثل هذا الحب إما الخوف أو الطمع،
إذ لا يمكن قبوله إذا بلغ درجة الفناء في المحبوب،
والتلاشي في شخصيته، والانقياد لأمره في الخير والشر. قد يعجبك قائد محنك وحكيم،
وذو قدرات خارقة في الإنجاز وتحقيق النجاح تلو النجاح في كل مشروعاته الداخلية والخارجية،
وقد تعجبك امرأة ذات جمال أخّاذ وثقافة عالية،
وقد يعجبك شيخ جليل تجد في علمه منهلاً عذباً للتزوّد بسلاح المعرفة،
وقد يعجبك عالم نال أعلى الدرجات العلمية، وتبوّأ مركزاً مرموقاً في مجتمعه،
وقد يعجبك ويعجبك ويعجبك، ويصل بك الإعجاب إلى حدِّ التفاني في الحب
لتصل إلى ما يشبه الولاء المطلق والاعتقاد بأن مصيرك متعلق برضا او غضب ذلك المحبوب،
وهو أمر ينسيك أن هؤلاء جميعهم بشر، خلقوا مثلك، وهم في نظر الخالق سواسية،
ومكانتهم عنده مقرونة بمدى ارتباطهم به وولائهم له وإخلاصهم في عبادته،
وقد كرّمك الله كمـا كرّمهم على كثير من خلقه، وخلقك كما خلقهم في أحسن تقويم،
فلا فضل لأحد على أحد إلا بمقدار تقواه، وخوفه من ربّه، لا خوفه من عباده.
كم من قائد أحبه شعبه لدرجة لا تضاهى، وإذا بهذا الشعب يقود قائده نفسه إلى حبل المشنقة،
لأنهم أحبوه خوفا وخشية من بطشه ثم انقضوا عليه في أول فرصة اتيحت لهم،
وكم من رئيس أحبه شعبه ثم انقلب عليه أعوانه بعد أن ورّطوه في الفساد
وأصبح بالنسبة لهم ورقة خاسرة، وكم امرأة جميلة زال حبها بعد أن عثت يد الدهر فساداً بجمالها،
وكم من شيخ كان يبدو جليلاً وإذا به غارق في الرشاوى والتزييف والعبث بالمال العام،
وتضليل العدالة، وكم من عالم هجر وطنه ليمسي بيد أعدائها، ناسياً فضل وطنه وأمته عليه،
فساعد على محاربتها بشكل مباشر وغير مباشر.
الحب لله وحده ولرسـوله من بعـده، أما الناس فهم بشر نمنحهم المحبة والاحترام،
ونحفظ لكل منهم مقامه، ولكن ليس لدرجة التنزيه، ونحن بخير ما دام كبيرنا يعطف على صغيرنا،
وصغيرنا يحترم كبيرنا، وغنينا يعطي السائل والمحروم حقه المعلوم،
وما دمنا نتعاون على البر والتقوى، وليس على الإثم والعدوان والمعصية،
ومن معصية الله ورسوله ان نحب لدرجـة التنزيه، وان نبالغ في إبداء آيات الطاعة والولاء
لمن لا يستحقها، وعبادة الأصنام البشرية ليست قصوراً في الوعي فقط، وتحييدً للعقل فقط،
ولكن الأدهى والأمر، أنها تشكّل معصية واضحة للخالق.


خليل الفزيع
جريدة اليوم
12فبراير2011

سحرالغرام 12-02-2011 10:17 PM

رد: عبادة الاصنام البشرية...معصية للخالق
 

شجون..

شاكره لك كل الشكر لطرحك اختي
يعطيكِ ربي الف عاافيه
لكِ ودي واحترامي..

بدر الشمال 12-02-2011 11:40 PM

رد: عبادة الاصنام البشرية...معصية للخالق
 

شجون

شاكر ومقدر لكِ جميل الأختيار للمواضيع التي نجد بها المتعه بالنقاش

وهنا انا ارى ان الكاتب قد اخطأ بالتشبيه بين الحب وعبادة الأصنام فالحب

هو علاقة له نهاية والعباده هي لله وحده لا نهاية لها

لكِ تحيتي وتقديري

صالح العريف 13-02-2011 12:41 PM

رد: عبادة الاصنام البشرية...معصية للخالق
 
اختى شجون
شاكر ومقدر جهودك في انتقاء المواضيع الهادفة .

ولكن انا اعارض الكاتب على مضمون الموضوع
وهو بــ قولهـ ( وكل ذلك يعني أن دوافع مثل هذا الحب إما الخوف أو الطمع )

لان الحب الذي اخذا هذه الصفات لا يمكن ان تكون دوافعة الخوف او الطمع
وهو صفة تعظيم المحبوب ( والعظمه لله ) ووضعة في هذه الصور
لان لو كان كما ذكر الاستاذ دافعة الخوف او الطمع ، لكن اخذ صور الغش والخداع والزيف .
ولكن من يحب في هذه الصورة ينقاد وراء مشاعره ولا يدب بقلبة اي طمع او خوف ّ !!

وللكاتب من كل احترام

×شجـــــــون× 13-02-2011 08:18 PM

رد: عبادة الاصنام البشرية...معصية للخالق
 
مشكووووووورين اخواني
ومن عارض الكاتب يستطيع الرد عليه
تحت مقاله بجريدته
فديتكم


الساعة الآن 02:44 AM.


Powered by vBulletin
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

جميع الحقوق محفوظة لشبكة ومنتديـــات الشميـــلات الرسمية
vEhdaa 1.1 by rKo ©2009