في العطش والشرب والري
في العطش والشرب والري والجوع والأكل وأكل الإنسان لحم نفسه أو لحم جنسه ومضغ العلك والطبخ بالنار
العطش
في التأويل فخلل في الدين ، فمن رأى أنه عطشان وأراد أن يشرب من نهر فلم يشرب ، فإنه يخرج من حزن لقوله تعالى في قصة طالوت ( فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ) ـ البقرة : 249 . وقال بعضهم : من أراد أن يشرب فلم يشرب ، لم يظفر بحاجته ، ومن شرب الماء البارد أصاب مالا حلالا. وإذا رأى أنه ريان من الماء ، دل على صحة دينه واستقامته وصلاح حاله فيها وأما الجوع : فإنه ذهاب مال وحرص في طلب معاش . والشبع تحصيل المعاش وعود المال . والأكل يختلف في أحواله . وقال بعضهم : الجوع خير من الشبع ، والري خير من العطش . وقيل : من رأى أنه جائع أصاب خيرا ويكون حريصا ومن رأى أن غيره دعاه إلى الغداء دلت رؤياه على سفر غير بعيد لقوله تعالى ( فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا ) ــ الكهف : 62 . فإن دعاه إلى الأكل نصف النهار ، فإنه يستريح من تعب . فإن دعاه في العشاء فإنه يخدع رجلا ويمكر به قبل أن يخدعه هو . ومن رأى أنه أكل طعاما وانهضم ، فإنه يحرص على السعي في حرفته ومن رأى أنه أكل لحم نفسه ، فإنه يأكل من مدخور ماله ومكنوزه . فإن أكل لحم غيره ، فإن أكله نيئا يغتابه أو أحد أقربائه ، وإن أكله مطبوخا أو مشويا فإنه يأكل رأس مال غيره . فإن رأى كأنه يعض لحمم نفسه ويقطعه ويطرحه إلى الأرض فإنه رجل لماز وأكل المرأة لحم المرأة مساحقة ، أو مغالبة . وأكل المرأة لحم نفسها دليل على أنها تزني وـاكل كد فرجها وأكل لحم الرجل في التأويل مثل أكل لحم المرأة ، وكذلك أكل لحم الشاب أقوى في التأويل من أكل لحم الشيخ . فإن رأى أنه يأكل لحم لسان نفسه أصاب منفعة من قبل لسانه ، وربما دلت هذه الرؤيا على تعود صاحبها السكوت وكظم الغيظ والمداراة
مضغ العلك
فمن رأى أنه يمضغه فإنه ينال مالا في منازعة . وقيل : إن مضغ العلك إتيان فاحشة ، لأنه من عمل قوم لوط وأما من رأى أنه طبخ بالنار شيئا ونضج : فإنه يصيب مراده في مال . فإن لم ينضج يرى أنه يمضغ اللبان ، فإن اللبان بمنزلة بعض الأدوية . ولو يرى أنه يمضغ اللبان والعلك فإنه يصير إلى أمر يكثر فيه الكلام وترداده ، مثل منازعة أو شكوى أو ما يشبه ذلك وكل ما يمضغ من غير أكل ، فإنه يزداد الكلام بقدر ذلك المضغ . وكذلك قصب السكر ، إلا أنه كلام يستحلي ترداده . فإن رأى أنه يأكل من رؤوس الناس أو يطعمها غيره أو ينال منها شعرا أو عظاما ، فإنه يصيب مالا من رؤساء الناس وعظمائهم . فإن أكل من أدمغتهم ، فإنه يصيب من ذخائر أموالهم . وكذلك رؤوس البهائم والسباع . إلا أنها دون رؤوس الناس في الشرف فإن رأى رؤوس مقطوعة في بلدة أو محلة أو بيت أو على باب دار ، فإن رؤوس الناس يأتون ذلك الموضع ويجتمعون فيه . وقيل : من رأى أنه يأكل لحم نفسه أصاب مالا وسلطانا عظيما . فإن رأى أنه يأكل لحم مصلوب أو لحم أبرص أو لحم مجذوم، فإنه يصيب مالا عظيما حراما . فإن رأى أنه عانق رجلا ميتا أوحيا ، فإنه تطول حياته ، وكذلك المصافحة . ومن رأى أنه يأكل من لحم نفسه أو غيره وكان لما يأكل أثر ظاهر ، أكل من ماله أو من مال غيره. فإن لم يكن له أثر ، اغتاب إنسانا من أهل بيته أو غيرهم . ومن أكل لحم المصلوب ، أكل مالا حراما من رجل رفيع اقدر إذا كان لما يأكل أثر