أمهات يرسمن طريق النور في حياة أبناءهنّ

للأم دور هام، الجميع يقول ذلك، ويتفق عليه، فهي مدرسة تعدّ الأجيال، وهي المسئول الأوّل عن حسن تربية الأبناء، وهي صاحبة أكثر تأثير، وهي وهي وهي.. ولكن كيف.؟..
هناك العديد من التجارب التي ترويها مجموعة من الأمهات، من بينهنّ أم محمد، وهي ربّة منزل، التي قالت: "رزقني الله بثلاثة أولاد أسأل الله أن يجعلهم صالحين ويعينني على تربيتهم التربية الإسلامية الصحيحة، طالعت الكثير من الكتب التربوية وكذلك برامج التلفاز التي تتحدث عن أفضل الطرق لتربية الأطفال، وهدفي أن أنشأهم التنشئة الدينية، وفي داخلي مخاوف كثيرة مما أسمعه وأراه من حالات سلبية في المجتمع تمخضت عن التربية الغير إسلامية، وهذا ما يدفعني أن أربط قلوبهم بالصلاة وقراءة القرآن الكريم، وهي التربية بالقدوة حيث أنهم يرونني وأنا أسمع وأستمتع بما يتلى من آيات من الذكر الحكيم وأحرص على قراءة القرآن بشكل متواصل، كما أني أعد لهم الثياب النظيفة وأطلب من زوجي اصطحابهم إلى المسجد عندما يخرج إلى الصلاة رغم صغر سنهم وذلك ليعتادوا صلاة الجماعة".
وتتابع بالقول: "حاولت أن أضع قدمهم على الطريق القويم مما جعلهم أحياناً يصطدمون مع بعض أقرانهم، حيث أنهم أصبحوا قادرين على التميز بين السلوكيات الصحيحة عن غيرها، وعندما كانوا يلاحظون سلوكيات خاطئة من أصحابهم يعودون لي ليسألوني عنها وعن مدى صحتها وفي نفسهم إنكار لها، وكنت أشرح لهم وأبين ما في هذه السلوكيات من أخطاء ثم أطلب منهم أن ينصحوا فاعليها النصح الجميل، وكنت في البداية أجد منهم تخوفاً خشية الصد من أقرانهم لكني كنت أشجعهم وأحفزهم بأن ما عند الله أفضل وأن الإنسان يجب أن لا يخشى في الله لومة لائم وأن لا يخاف إلا الله".
وحول كيفية تعامل الأطفال مع من ينتقد أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، تقول أم محمد: "أحرص جداً على غرس مفهوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أولادي وأن يكون هذا نهجهم مدى الحياة لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس.. وأن الإنسان قد يتعرض للأذى من بعض الذين يقوم بنصحهم وهذا يجب أن لا يثنينا عن القيام بواجبنا، وأذكرهم بأن أياً من الأذى الذي يمكن أن يتعرضون له لا يساوي الأذى الذي يتعرض له المجاهدون المسلمون في سبيل الله وأنهم رجال المستقبل يجب أن يكونوا شجعان ولا يهابون أمراً ويكون رضا الله عنهم هو غايتهم أياً كانت الصعوبات التي يمكن أن يواجهونها".
م/ن