لماذا لا يتظاهر السعوديون ..!؟

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد .

إن ( بعض ) الأسباب التي دعت بعض الشعوب أن تتظاهر وتخرج للشوارع للمطالبة بحقوقها ، وتتحمل ضريبة ذلك من القتل أو السجن أو الضرب والمطاردات بالشوارع ، إن بعض هذه الأسباب موجود عندنا وبيننا ، إذا فلماذا لا يتظاهر الشعب السعودي .!؟

أليس هناك بطالة بين شبابنا ، وأجور متدينة في مقابل لغلا معيشة ..، وارتفاع الإيجارات ..!؟،
أليس هناك فساد إداري ..؟!
أليس هناك ضعف في الخدمات في الصحية ليضل المواطن المريض شهوراً وبعضهم سنيناً حتى يجد فرصة لإجراء عملية جراحية وبعضهم قد يحل موعده وبحجة عدم وجود سرير يؤجل هذا الموعد المنتظر لعام كامل ليضطر بعد ذلك للتسول أو يستدين لأجل أن يعالج على حسابه ..!؟

أليس هناك تجاوزات من بعض السفهاء على الشريعة وأهلها ، وتطاول على الدين في المسلسلات والصحف والمنتديات ..!؟

أليس هناك تغيرات في الساحة السعودية في جانب تغريب المرأة ، لإخراجها من خدرها لتصبح دمية بيد السفهاء ..!؟

ألم يحدث شرخ في جانب التعليم في السماح بالاختلاط في المراحل الدنيا ...!؟

كل ذلك وغيره كانت كفيلة لإثارة الشعوب على قادتها والتي خرجت للشوارع تطالب وتندد وترمي بشرر كالقصر
إذا لماذا لا يتظاهر الشعب السعودي ..!؟..

إن الجواب عن ذلك أحبتي الكرام كما يمليه علي اجتهادي أجمله في بعض النقاط :
أولا: يغلب على المجتمع السعودي تدينه ، وهو ما يجعله حريصا على عدم شق عصا الطاعة خصوصا أن ما سبق من تجاوزات من بعض المسؤلين لا يقدح في تدين ولاتنا وفقهم الله فهم مسلمون مظهرون ذلك داعين إليه في جميع المحافل والمواطن ، يحترمون العلماء والدعاة ويسمعون منهم ، يحكمون الشريعة الإسلامية ، ودستورهم القرآن الكريم والسنة الشريفة .

ثانيا : الترابط الاجتماعي الكبير بين أفراد المجتمع ، فالمجتمع السعودي مجتمع قبلي وذا عوائل كبيرة لها من ترجع إليه وتستند إلى كلمته ، وجميعهم لهم ولائهم الصادق لحكامنا لما يشعرون به معهم بالنعمة الكبراء التي حلت عليهم بعد التشرذم والتشتت قبل توحيد الجزيرة ، فلا يرضون بأن ينشق أحد عنهم وأن يرتضي فكرا أخر ، وإلا سُينبذ ويطرد من دائرة هذا المجتمع ، كما فعل بعض الآباء عندما خرج أحد أبناءه لمواجهة الدولة بأفكار ضالة منحرفة أن تقدم بين يدي الملك وتبرأ من ابنه ومن أعماله وأفكاره .

ثالثا : هدوء ورزانة علمائنا ودعاتنا وتعقلهم في مواجهة بعض الظواهر التي بدأت تظهر على السطح ، فلم يؤلبوا الناس ضد أحد ، ولم يكونوا أحزاباً وجماعات مناهضة ومعارضة . مما كسب الشعب السعودي هذا التماسك بينهم وبين ولاتهم الذي يثقون بحرصهم على نبذ كل ما هو من شأنه أن يفسد هذه الوحدة وهذا الترابط .

رابعا : في مقابل ذلك يجد المواطن السعودي نفسه أمام الكم الهائل من الخير العميم الذي يحوفه هو وعائلته من نعمة تطبيق الشرعية والتي أكسبت هذا المجتمع من الأمان ما لا يوجد في بلد أخر .

خامسا: هذا التطور السريع في مجالات كثيرة ، وتحقيق مستوى لا بأس به من الرفاهية .

سادسا : عدم وجود تنظيمات حزبية تتيح لكل فرد أو منظمة أن ترفع راية العصيان والتمرد على الأمن بحجة عدم تحقيق المطالب مما يجعل باب الاجتهاد في ذلك كبير .

سبعا : فتح باب الحوار وإنشاء مركز خاص بذلك يطرح فيه أهل المشورة والرأي كلمتهم في جو مليء بالحرية التامة لتقبل الآراء وسماعها .

ثامنا : ديوان المظالم أغلق أبواباً كانت مشرعة ، وسداً طرقاً كانت ممهدة لضعاف النفوس ، الذين يستغلون مكانتهم في سلب حقوق الناس فلكل مواطن الحق برفع أي مظلمة له على الديوان وهم من ينظر في أمره مهما كانت منزلة الخصم .وإن كانت المعاملات تتأخر إلا أن لها أمدا سيتضح فيه مالك وما عليك ، ومازال الناس تطلعون إلى مزيد من الحرص والإسراع في متابعة القضايا المرفوعة إليهم .

تاسعا : وقبل ذلك كله هي إرادة الله تعالى لهذا المجتمع من الخير والفضل العظيم والسكينة والطمأنينة في وجود الحرمين الشريفين مهبط الوحي ومنبع الرسالة ومأوى الأفئدة .

أيها الأخوة : هذه بعض ما جال بالخاطر حول حقيقة المجتمع السعودي ، وموقفه من هذه التظاهرات ولماذا لا يرضاها في أرضه
لكل قوم ومصر الحق في التعبير عن رأيهم ونزع من يردون وتميلك من يردون ونحن لا نرتضي بغير ولاتنا أحداً ، نعلن ذلك ولا نستحي ولا نجامل ولا نكذب . وفقهم الله لــكل خير وهدى ..ورد ملكنا الغالي لأرض الوطن وهو بأتم صحة وعافية .

أسال الله تعالى أن يديم علينا أمننا وإيماننا
وأن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كيد الأشرار
وأن يولي على أهل مصر وتونس خيارهم ويصرف عنهم شرارهم
وأن يرد كيد رافضة البحرين في نحورهم وأن يجعل بأس بينهم .
دمتم بعافية .. ولنا لقاء .

جريدة الخرج الاكترونية

محمد بن فرحان العنزي