الحسبة
((شيخ الإسلام ابن تيمية))
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
قاعدة الحسبة
قال شيخ الإسلام أبو العباس ، أحمد بن الشيخ الإمام العالم شهاب الدين عبدالحليم ، ابن الشيخ الإمام مجد الدين أبي البركات عبدالسلام بن تيمية رحمة الله عليه :
الحمد لله نستعينه ، ونستهديه ، ونستغفره ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له . ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، ونشهد أن محمداً عبده ورسوله ، أرسله بين يدي الساعة بشيراً ونذيراً ، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً ، فهدى به من الضلالة , وبصر به من العمى ، وأرشد به من الغي ، وفتح به أعيناً عمياً ، وآذاناً صماً، وقلوباً غلفاً ، حيث بلغ الرسالة ، وأدى الأمانة ، ونصح الأمة ، وجاهد في الله حق جهاده ، وعبدالله حتى أتاه اليقين من ربه ، صلى الله عليه و على آله وصحبه وسلم تسليماُ ، وجزاه عنا أفضل ماجزى نبياً عن أمته. أما بعد :
فهذه : (( قاعدة في الحسبة )). أصل ذلك أن تعلم أن جميع الولايات في الإسلام مقصودها أن يكون الدين كله لله ، و أن تكون كلمة الله هي العليا ، فإن الله سبحانه وتعالى إنما خلق الخلق لذلك ، وبه أنزل الكتب ، وبه أرسل الرسل ، وعليه جاهد الرسول والمؤمنين : قال الله تعالى : {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}. وقال تعالى : {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}. وقال :{ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله و اجتنبوا الطاغوت}.
وقد أخبر عن جميع المرسلين أن كلا منهم يقول لقومه:{اعبدوا الله ما لكم من إله غيره} . وعباداته تكون بطاعته وطاعة رسوله ، وذلك هو الخير والبر والتقوى والحسنات ، والقربات والباقيات الصالحات والعمل الصالح ، وإن كانت هذه الأسماء بينها فروق لطيفة ليس هذا موضعها . وهذا الذي يقاتل عليه الخلق، كما قال تعالى :{وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ،ويكون الدين كله لله}. وفي الصحيحين عن أبي
يتبع