عيدة الجهني
قضيت ليلة مؤرقة
البارحة أزيز الرياح الهادر وهي تهز الحديد الصدئ المثبت على السور مصدرة لحنا جنازيا حرمني النوم بعد نهار فيه مشقة لجسد أنهكه الفكر ..تُرى ما حال البؤس الشمالي البارد وبيوت الصفيح المتكومة على الأجساد الساخنة تمتص آخر دفئها ..
فكرت كثيرا بالبؤساء وكيف أن البرد وصقيعه لايرحم الأطفال وتذكرت مدرستي القديمة المتهالكة في قرية منسية وطابور من البدويات الصغيرات تتقرفص أكفهن الصغيرة على صدور...هن من البرد وأنا أقف في صباح مثل هذا قبل تسع سنوات انتفض وقد كومت على جسدي كل ماستطعت طلبا للدفء والصغيرات أمامي لايلتحفن سوى المهلهل من الثياب .ز
فكرت في أمي وهي تتنظر السائق لتذهب الى التحفيظ صباحا كيف تفعل مع مثل هذا البرد ..وصغيراتي وفناء المدرسة البارد...
وذلك الصغير الشمالي...
طرق(ن) على البـاب والا الريح زواره """" والفجر أعمى كليـل الخطـو مابــانـي
غربيب برد يشـج الريـح مــدراره """" تلبست لـه عبوس القطـب الأكــفـاني
سجى ببث الحيـارى سيـج الحــاره """" عدى يقوده شجاه وعشـب احـزانــي
يا الليل صمتك سعار الجـوع بأوتـاره """" والحنظل العذب يشرب شاحب ألـوانـي
لأهتـز بـابٍ تغنـى خافـق جــداره """" هلت عليـه الليالـي وجدهـا القانــي