عرض مشاركة واحدة
قديم 27-07-2010, 11:40 PM   #1
معلومات العضو
alshemailat
 
الصورة الرمزية متواضع
 
إحصائية العضو









:

متواضع غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي

معلومات العضو


مهنتي
دولتي
الجنس
هوايتي
جنسيتي
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
متواضع is on a distinguished road

افتراضي الصديق الوفي وقت الضيق

..... الصـديق الـوفي .....



كان رجل غني يملك أموالاً وأراضٍ وبيوتاً وغيرها، وليس عنده سوى شاب مدلل، وقد تسلّطت عليه شلة من الشباب ترافقه وتستغلّه، وتستفيد من أمواله في الطعام والشراب والرحلات والسهرات، وكان أبوه يحذره من شلة أصدقائه تلك ، ويطلب منه أن يتركهم لأنهم يرافقونه بسبب غناه وليس لشخصه، لينتفعوا بأمواله وما يصرفه عليهم، لكن الولد لم يقتنع برأي والده، فأراد الأب أن يثبت له صحة رأيه ويكشف له حقيقة رفاقه.

طلب الأب من ابنه أن يمتحن أصدقاءه ليعرف حقيقتهم، فأتى بخروف وذبحه وسلخه ولطخ قميصه بدمه، وطلب من ابنه أن يذهب بالقميص إلى كل واحد من أصدقائه، ويقول لهم: إنه قد نزل على بيتهم لصاً وتعارك معه واضطر لقتله، ويطلب منهم أن يحضروا ليساعدوه في دفنه والتخلّص من جثته.

فعل الشاب كما أوصاه والده وذهب إلى صديقه الأول وحكى له قصته، وطلب مساعدته فاعتذر صديقه بشدة بسبب مشاغله الكثيرة فانكشف الأول، وذهب إلى صديقه الثاني وطلب مساعدته فرد عليه بأن هذه جريمة قتل، ويجب أن يسلّم نفسه للشرطة ويأخذ جزاءه فانكشف الثاني، فتركه وذهب إلى صديقه الثالث وطلب مساعدته فرد عليه بخشونة، وطرده وهدّده بإخبار الشرطة عنه فانكشف الثالث.

عاد الشاب حزيناً وأخبر والده بما حصل، فضحك الأب وقال له: لقد رأيت بنفسك حقيقة رفاقك وكشفت أمرهم، والآن سأثبت لك حقيقة الصديق الوفي، فالصديق عند الضيق، خذ هذا القميص واذهب إلى القرية المجاورة، واسأل عن أبي محمود وسلّم عليه، وأخبره الحكاية ذاتها وقل له: إن أبي قتل اللص ويريد أن يتخلص منه، وانتظر ما سيفعل .

ذهب الشاب وفتش عن بيت أبي محمود حتى استدل عليه فطرق الباب فخرج إليه الرجل ورحب به، وقال له: إن أبي يسلّم عليك ويقول لك إن لصاً نزل على بيتنا يريد السرقة فتعارك مع أبي وقتله، ويريد منك أن تساعده في التخلّص منه، فرد عليه الرجل: ابشر يا بني اسبقني وسألحق بك.

عاد الشاب وأخبر والده وبعد قليل وصل أبو محمود مسرعاً يحمل على كتفه فأساً، وحبلاً وكيساً وقد لبس ثياب العمل فدخل البيت ملهوفاً يسأل عن حقيقة الأمر وأين جثة الحرامي...

استقبله الوالد بالأحضان ورحب به، وقال لولده: هذا رفيق العمر وقد رأيت بنفسك ما يفعل الصديق الحقيقي، شكر الرجل صديقه على تلبية الدعوة، وجلسا معاً وحكى له القصة، فضحك أبو محمود وجلسوا يأكلون الخروف، ويتسامرون ويستعيدون ذكريات الشباب، والولد يتعجب ويتأسف على الوقت الذي أضاعه من عمره، ولم يجد رفيقاً له مثل صديق والده أبي محمود .





مماراق لي

 

 

 

 


متواضع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس