من شعر الغناء الصنعاني اليمني القديم
بدا كالبدر توج بالثريا
غزالاً في الحمى باهي المحيا
رماني باللحاظ فصرت ميتاً
وحيا بالسلام فعدت حيا
وبالكف الخضيب أشار نحوي
فأدناني وقربني نجيا
فقلت له ونحن بخير حالٍ
أتفقد من جنان الخلد شيئا
فقال وقد تعجب من مقالي
جنان الخلد قد جمعت لديا
فقلت صدقت يا بصري وسمعي
فمن حاز الجمال اليوسفيا
فقال حويته بالإرث منه
وقد ظهرت دلائله عليا
فقلت فسحر بابل أين أضحى
فقال أما تراه بمقلتيا
فقلت الورد أين قل لي
فقال أما تراه بوجنتيا
فقلت الشهد أين فقال هذي
شفاهي قد حوَت شهداً طريا
فقلت فأين برقٌ قد بدا لي
فقال رأيت مبسميَ الوضيا
فقلت فما السجنجل يا حبيبي
وما جيد الغزال وما الثريا
فأبدى صدره الباهي وجيداً
تَقَلد فيه عقداً جــــــوهريا
فقلت فما قضيب البان صف لي
فهز لي القوام السمهريا
فقلت فهل يُرى لك قط شبهٌ
فقال أنظر وكُن فطناً ذكيا
فقلت البدر.. قال ظلمت حسني
بذا التشبيه فاهجرني مليا
متى كان الجماد وأنت أدرى
يشابه حسنه بشراً سويا
تأمل..!هل ترى للبدر عيناً
مكحلةً وثغراً لؤلؤيا
وهل تلقى له مثلي لساناً
تساقط لفظها رطباً جنيا
أليس البدر ذا كلفاً ووجهي
كما أبصرته طلقْاً رضيا
وكم قد رام تشبيهي أُناسٌ
فلما استيأسوا خلصوا نجيا
فقلت إليك معذرتي فمثلي
يسامح إن أتى شيئاً فريا
وما كفارتي إلاَّ مديحي
إمام العصر أكرم من يحيا |