عرض مشاركة واحدة
قديم 06-01-2011, 06:55 PM   #1
alshemailat
 
الصورة الرمزية ×شجـــــــون×
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 311
×شجـــــــون× is on a distinguished road
افتراضي في حدود الكلمات المتاحة

هذا هو إرث الاختصار قدر الإمكان، أن تقول كل ما تريد في حدود أقل، إرث المستقبل، وهنا لا أعني الخطأ والصواب بقدر ما أعني الأسئلة التي ستراودك عشرات المرات لكي تكون مناسباً للقياس، أنت والقارئ وعباراتك ومواضيعك ووقتكما معاً.

ماذا ستفعل؟
أن تذهب للمجاز الذي يقول كل شيء ولا يقول شيئاً، أن تأخذ من كومة هذه الأحداث ما يناسب المقاس وتذهب معه حتى يتوقف التنفس عند آخر كلمة، أن تضع «سلّة غذاء» يعتمد هضمها على معدة القارئ ومزاجه؟
هذا الزمن الذي لم يعد يحتمل أن تكون أنت وأفكارك على حساب أحد، زمن الاختصارات والأيقونات وضغطات الزرّ والتواصل الأسرع ما يمكن، بينما أنت تنعم بدفء الزنجبيل وتشاهد العالم وتعلّق عليه بشاشة واحدة.
زمن أن تكون شريكاً لا متفرجاً، صانعاً لا معلّقاً، زمن أن يقدم لك ما تريد ويغريك بمتابعته لا زمن أن يفرض عليك ما يُراد لك. زمن الحداثة الإلكترونية تلك التي علينا الإيمان بها تماماً لا لكي نعلن مواقفنا ضدها فهي تمضي أسرع مما نحتمل والمشي معها يتطلّب خطوات واسعة مثلما يتطلب قدرات في المشاركة والفهم والاستيعاب فهي لن تلتفت للمواقف الرافضة ولن تنتظرنا لنوزّع عليها الكسل والطوابير، حيث دور مؤسسات المجتمع المدني أقوى في مواجهة الأنظمة «ويكيليكس» والفرد حراً ومعبِّرا لا مُقيـًّداً مثلما كان يحدث قبل عقدين من الزمن.
هي بحسابات دقيقة زمن عالمي بامتياز عليه أن يغيّر ما تخلفنا فيه وعنه، وعلينا أن نبتكر لنا مقاسات جديدة تناسب ما حدث وما سيحدث قريباً، حيث الفرد وحريته هي كل شيء ممكن وحيث خياراته المفتوحة على المُطلَق مبدءا أساسياً لا يمكن تأجيله. أصبح «المواطن» أيا كانت هويته وعقيدته مواطناً عالمياً بامتياز، مواطن لديه من الواجبات ما يكفي لكي «يختار» عالمه وكلماته وزواياه وأصدقاء الكتابة والرأي، الجريدة والناس، هو المزحوم بكل يومه الذي لا ينفك منه حتى يمتص الطمأنينة من قلبه، بين ركام الشوارع وقلق الناس ، بينه وبين ما يحدث له وما يجب أن يكون له، النقص في كل ما حوله ورغبته بأن يذهب مع كل العالم إلى زمن جديد لا يبعث على القشعريرة بالحروب والسياسة وانتهاك الحقوق ونقص الخدمات وانتقاص البّشر. هذا الزمن الصعب أمام كثرة الخيارات، الصعب أمام فقدان المسئولية وتحملها، والصعب أمام ما يمكن أن يحدث وما يجب أن يحدث، الصعب أنك هنا فم القارئ وصوته ورئتيه وربما مؤقتاً حتى يبني له في هذا الفضاء حنجرةُ كاملة.

ماذا علينا أن نفعل أيها القارئ معاً؟
عليك أن تقول رأيك بشجاعة الآن، الجريدة أمامك في صوتها الإلكتروني ، نوافذها مفتوحة ونحن نقف وعليك أن تختار ، إما أن تطلق علينا رصاصة إلكترونية بضغطة زرّ ونذهب بعيداً عنك أو أن تقول لنا «شكراً» لأنكم صوتنا الذي لم يخذلنا» اليوم»ولا غداً.
كل عام والجميع بخير، وشريط الأدوات يقول: إنني تجاوزت»الحدود» دون أن أقول ما أريد!
عادل الحوشان
جريدة اليوم
2يناير 2011

×شجـــــــون× غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس