الموضوع: عروة الصعاليك
عرض مشاركة واحدة
قديم 14-06-2010, 12:21 AM   #1
alshemailat
 
الصورة الرمزية متواضع
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
المشاركات: 4,021
متواضع is on a distinguished road
افتراضي عروة الصعاليك

عروة الصعاليك
محمد عبدالواحد
جريدة اليوم


العربي وهاب «حكمة قالها احدهم عندما

شاهد» «عروة بن الورد» يغزو ويفرق غنائمه على

الصعاليك.. ولهذا سمي «عروة الصعاليك»..
كان الكرم لدى العربي احدى سمات الفروسية وابرز
ملامحها وقد توارث هذه الصفة الحسنة معظم

فرسان العرب وزعمائها.. وبقيت متأصلة في جذورهم..

أزمنة طويلة حتى جاء عصرنا هذا..

وقبل ان تأتي إلى مثالب هذا الزمن..

الذي أصبح فيه الكرم ضربا من الخبل والجنون..

سأعود بكم إلى الوراء إلى من جاء ذكره في بداية هذا الكلام.
عروة بن الورد كان فارسا شهما وشجاعا وذا بأس

وكان يلجأ إليه الضعفاء والمساكين من أبناء القبائل العربية

فيكرم وفادتهم.. ويغدق عليهم بأمواله التي سلبها في غزواته..

ثم يعلمهم الفروسية حتى يشتد عودهم وتقوى أبدانهم وعزائمهم

فيأخذهم معه في غزوة أو غزوتين بعد أن يمنح كلا منهم

فرسا وسيفا ورمحا ودرعا للحرب..

ثم يتركهم لتحصيل رزقهم بأسلوب تلك الأيام ولكنه

يغرس فيهم التكاتف والتعاضد والتعاطف والكرم..
ومن يتخلى عن هذه الصفات.. يطرد من جماعة الصعاليك

ويصبح دمه وماله حلالا زلالا للآخرين..
أي انه يحول الفارس من هؤلاء إلى نهاب وهاب..

فان توافرت فيه الصفة الأولى ولم تتوافر الثانية

وحل محلها البخل والجشع وايثار الذات نبذ وطرد شر طردة..

ولا يقبل عند سائر القبائل.. ويصبح مكروها من اقرب الناس إليه.
الغريب في هذه الأيام.. أن الشطار والنهابين قد تكاثروا

ولكنهم تخلوا عن الصفة الثانية : الكرم..
ولم ينبذوا ولم يطردوا ولم يحتج عليهم احد وكأن البخل

أصبح صفة من صفات المجد والطريق إلى السؤدد والرفعة.
وتخلى أحفاد عروة الصعاليك عن المساكين وتفاقم الحقد الطبقي

وازداد الناس كرها للأغنياء الذين ينهبون ولا يهبون الفتات للفقراء.
ترى هل حضارة العصر وظروفه التي أملت شروطها

هي التي غيرت ملامح وجوه أبنائنا الأوائل الحسنة لتصبح في هذه الأيام

من الصفات السيئة وتصبح مكارم الرجال من سيئات هذا الزمن..

وهل يكتفي العربي الأصيل أن يكون نهابا فقط وليس وهابا؟

تأملوا الكثير من الوجوه وستعرفون الاجابة.. ولا ازيد

مماراق لي

متواضع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس